-->
sraharaha sraharaha
-
recent

مواضيع مكتوبة

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

الجريمة

جريمة قتل

تخيل معي استيقظت في يوم على خبر مقتل أحد
أصدقائك في جريمة بشعة حيث تم طعن صديقك بظهره حتى الموت ورميه في إحدى الغابات.
والمشكلة أن القوة لاذت بالفرار.
علمت عن هذا الخبر من والدتك التي كانت تخبرك وهمها الوحيد تعزيك في صديقك وتهون
مصابك ولكنها لم تجد عليك ملامح المصدوم أو الخائف.
ربما كنت في صدمة حينها وهذه من أعراض الصدمة ثم تداركت ما حدث بعدها وبدت عليك
ملامح الخوف والقلق ولسان حالك يقول كيف حدث ذلك البارحة كنت معه وبرفقته.
اليوم هو ميت كان يبدو عليك الحزن لأجله ولما ذهبت الشرطة لموقع الجريمة وبدأت في
التحقيق وجمع الأدلة الجنائية حول الجريمة نجد أي علامة تدل على القاتل ولم يعرف سوى
أن الضحية قتلت بسكين بمواصفات معينة من المجرم الذي قتله.
هذا السؤال الذي كان في بال الجميع حينها
قتل


فالمقتول لم يعرف أن لديه أي يد أعداء وانت تعلم ذلك فهو صديقك.
استمر التحقيق بعدها وأنت في حالة غير
مفهومة ولسان حالك يقول متى ينتهي هذا الكابوس.
وفجأة أثناء التدقيق الجنائي في الجريمة
وجدوا بصمة على ظهر المقتول كانت تلك البصمة على قميصه من الخلف وكأن من
قتله مسكه من الخلف وطعنا فكانت تلك البصمة دليل قوي على هوية القاتل.
وبالفعل سارع المحققون بالبحث عن صاحب تلك
البصمة ليجد أنها بصمتك حينها استغربت جدا وارتبك الخوف الشديد لأنهم هكذا سيتهمونك
الآن بقتله وبررت ذلك بأنك ربما لمست قميص الضحية في وقت ما قبل موته فهو صديقك وأنكرت
عليه ما يفكرون به ولكنك لم تقنع أحد بهذا الكلام وبدوت أمام الجميع كأنك أنت القاتل.
أنا بريء.
تردد هذه الجملة أمام المحققين أنا حزين لأجله.
كيف يتهمونني بهذا الفعل الشنيع على الرغم
من كل النظرات المريبة التي كان ينظر الناس بها إلا أنك أمام القانون إلى الآن بريء.
فكما يقال المتهم بريء حتى تثبت إدانته ولم تثبت الإدانة ببصمة عابرة.
ما هذا التحقيق جوانب عدة معك.
وبدأ المحققون يسألونك عن أمور غريبة بهذا
تبرر ضربك للمقتول في التاريخ الفلاني بعد مشادة كلامية بينهما.
لماذا كتبت على فيسبوك وقتها أن نتمنى موت بعض الأشخاص في حياتك وتبرر لهم أنت بكل
القلق أنا كنت غاضبا وقتها ولم أقول ذلك من باب جدي والناس تكتب أمورا كثيرة وإذا كان
القانون يحاسب على ما نفكر به لأصبحنا كلنا مجرمين.
طبعا لم تقنع أحد بتبريرات كركي كهذه مع
أنها الحقيقة فهنا ضحية وجريمة قتل وبصمتك تعتليها.
كنت تحتاج أكثر من تبرير تحتاج دليل على براءتك.
انقلبت حياتك رأسا على عقب.
ماذا فعلت في حياتي لا أستحق كل هذا الظلم. تقول في نفسك.
المهم بعدها ثلاثة أيام على ذمة التحقيق
وخرجت بكفالة مالية تكفل بها والدك الذي سألك فور خروجك من السجن بنبرة مشككة.
هل قتلت فلان يا بني فغضبت حينها وقلت هل
تشك به هل أصبحت قاتل بنظرك أنت أيضا لماذا سأقتل.
أنا كنت عزيز علي.
أنا لست قاتلكلها بصمة لا أكثر فسكت والدك وشعرت أنه هو أيضا لم يقتنع بكلامك.
والسؤال الذي كان يطرح نفسه لماذا يوم الحادث كنت خارج البيت إذن ولكنه لم يسأل
كذلك السؤال لأنك ابنه مهما جرى ولا يتمنى لك الشر حتى لو كنت شرير في شك.
بدأ الناس بعدها ينظرون إليك بنظرة مفادها
أيها القاتل وأنت هناك مستاء جدا من قلب الأحداث التي حصلت في حياتك وتكرر لهم
وتحاول التبرير لهم أنا يا ناس كنت في يوم الحادثة أركض في الحي المجاور ولم أقتل.
ومضى التحقيق في هذه القضية والشك بك يزيد يوما عن آخر بدءا من عائلتك التي ما زالت
خائفة منك وعليك والتي جعلت والدك يدخل بالسر إلى غرفتك ويبحث في أغراضك لعله يجد
شيء يطفئ الشك المشتعل بداخله ويطمئن أنك لست القاتل.
يجد في داخل خزانتك سكين بنفس وصف السكين الذي قتلت به الضحية والتي نشرت تفاصيلها في
الأخبار فأسرع إليك وقضى من نومك وأمسكت من قميصك ودفعه إلى الحائط ماذا تفعل هذه
السكين في خزانتك لتجيب بكل برود اشتريتها من المحل الفلاني
من قرابة السنة ولم أرغب أن تعرف أخفيت في خسارة وأنا آسف لذلك آسف.
هل تعرف ماذا فعلت هذه السكين ستكون سببا في سحب كل المشنقة.
أيها الغبي هل يعرف أحد عن هذه السكين غيره.
نعم أظهرت أن بعض أصدقائي يتباهى بها وكنت
أحملها معي في بعض الأحيان في ذهاب وإياب ولكني وارد إنما استخدمها في حياتي قط.
أرجوك لا تعتقد أن القوات أخبرني إذن كيف
ستقنع الشرطة الآن أنك لست القاتل وسيكون في خزانتك وعلى ظهر المقتول.
أنا لمقتل أحد يا أبي أنا أخاف نقط البعوض كيف سأقتل إنسان.
جلس والدك منهارا على حافة سريرك لا يعرف
كيف يتصرف فلو علمت الشرطة عن هذه السكين أصبحت كل الأدلة ضدك فحمل والدك السكين وخرج
من غرفتك مثل التائه الذي لا يعرف إلى أين يتجه ثم توجه إلى مكب نفايات بعيدة عن
منزلكم وألقاها هناك حتى لا تصل لأيدي الشرطة فهو يصدقك ولكن.
م تفعل.
ولم يمض يومين إلا والشرطة على باب منزلكم تطلب الإذن بتفتيش المنزل.
كانوا يبحثون عن تلك السكين بعد أن مشبك أحد
أصدقائك بأنك كنت تملك واحدة وتحملها معك أحيانا.
طبعا لم يجدوا شيئا فوالدك تسرع بالسكين سابقا فأخذت الشرطة حاسوبك الشخصي ثم ذهب
ولكن معلومة امتلاك السكين بنفس مواصفات السكين التي قتلت بها الضحية جعلتك المتهم
الأول في القضية وعليه ساد الشك بك فكان لا بد حينها من تعيين محام لك حتى يدافع عنك
أمام هذه الأدلة بعد أن أصبحت المتهم الأول أي منقلب قلبت به حياتك.
ماذا فعلت في حياتي لو أتهم هكذا اتهام تقول في نفسك وأول شيء أخبرك به المحامي في جلسة
انفرادية قال لك لو كنت القوة اليابانية أخبرني متأكد أنني سأستمر في الدفاع عن
عملي وأنت ممكن ولكن يجب أن أعرف كل ما تخفيه عن عائلتك وعن الجميع حتى أستطيع
الدفاع عن هنا أصبحت مقتنعة شخصيا بفكرة أنك أنت القاتل وتسأل نفسك أيعقل أنني قتلته
وأنا لست أدري مثلا كنت نائما يا عالم أنا بريء ولكن لا أحد يسمعك أو يصدقك.
ثم تم استدعاؤه للتحقيق معك مجددا بعد العثور على أدلة جنائية أخرى حول الجريمة.
وجد المحقق يصرخ بك ويقول كيف تفسر هذا المقال الذي وجدته على حاسوبك الشخصي أقول
تحت عنوان قصة رعب قمت بكتابتها أنت من باب الترفيه بعد اتهامك بقتل صديقك في المقهى
كنت تسرد أحداث تخيلية حول مقتله كأنك أنت الفاعل.
تخيل ما حدث وتكتب لم تعتقد أنه سيصل إليه وهذا اعتراف ودليل من غباء.
وبسبب هذا المقال تم حبسك عشرة أيام على ذمة
التحقيق وبدأت الدنيا تضيق عليك أكثر فأكثر بصمتك على قميص الضحية ومقال من كتاباتك
تعترف به بتفاصيل الحادث حتى لو كان اعتراف تخيلي غير حقيقي ولكنه أمام القانون حقيقي.
اجتمعت عائلة بيوم حولك ما بين مواس ومشكك في صالة الزيارة في المعتقل الذي أنت به ما
بين سؤال مطمئن وسؤال يستفسر وأنت في الحبس لا حول ولا قوة.
كل الأدلة تشير إليك وأنت لست القاتل.
وفي أي جريمة جريمة قتل كانت كل الأحداث كالصدمة الكبيرة على نفسك.
ولكن الصدمة الأكبر عندما اكتشفت أن جدك الميت من عشرين سنة كما أخبرتك عائلتك ليس
بميت بل هو في السجن من عشرين سنة بسبب قتله لفتاة صغيرة ولم تخبرك عائلتك عنه لأنهم
تبرأوا منه ولا يريدون أي صلة تجمعك بهذه المعلومة علمت عنها من الأخبار.
الشاب القاتل الذي ورث القاتل من جده المسجون مؤبد من عشرين سنة بسبب جريمة قتل
أيضا هنا أصبحت مجرما في نظر القانون وفي نظر المجتمع وتم تعيين موعد محاكمة المحاكمة
التي أخبرك محاميه بكل صراحة أن الحكم سيكون إما الإعدام أو السجن المؤبد فالأدلة كلها
تشير إليك وسأحاول جعله السجن يخبرك المحامي عالمنا بري تقولها بحرقة وأنت تبكي ولكن لا
أحد يصدقك ولما وقفت في المحكمة وضجيج الحاضرين من دمبك ودخل القاضي وعم السكون
وجاء وقت النطق بالحكم لم تكن بهذه التعاسة في حياتك قط كانت ملامحك شاحبة تشعر أن كل
شيء يسير بشكل بطيء ثمة كرسي القاضي لما جلس صوت سعال أحد الحاضرين في الخلف كان دماغك
كان يعمل بأقصى طاقتها وجسدك كالميت بلا حراك.
قال القاضي جلوس فجلس الجميع حاكمت المحكمة على المتهم الفلاني وذكرت اسمك بالبراءة
التامة ماذا استمعت جيدا قال البراءة نعم أنت بريء اتضح أن القاتل الحقيقي قد اعترف
بجريمته قبل أن ينتحر في شقة منزله وقد اعترف برسالة كتابية فرحت جدا جدا جدا حينها
كنت تبكي من السعادة كان مصطلح السعادة يتمثل في حالك وقتها وتردد أخبرتهم أمام
بريء أخبرتك يا أبي أنني بريءفقلب تعستك الشديدة لفرح كبير.
ما أجمل شعورك وقتها وبدأ الكل يعتذر منك
على شكلك ويطلبون منك أن تسامحهم ويحمد الله أن حياتك لم تتدهور وأن الحقيقة كشفت قبل
فوات الأوان وأنت هناك تبتسم لهم وتعبر عن مدى امتنانك.
تنفست الصعداء حينها ولما عدت لمنزلك فرحا كان هناك أمرا مازال عالقا في بالك حول
الجين القاتل الذي ورثته من جدك كما قرأت بالأخبار ولما بحثنا في الموضوع وجدنا أن
هناك جين معين يوجد في الديواني الخاص بالإنسان إذا وجد يملك صاحبه غريزة القتل
يكون بارد المشاعر ذكي يستطيع تقمص الأدوار تمكنه هذه الصفات
من أن يقتل بكل برود فصاحبه لا يملك شعور التعاطف.
وعلى الأغلب أنت تملك ذلك الجين تجد كل ما يملكه.
المهم مرت الأيام وسافرت لمكان آخر حتى تخرج نفسك من هذه الأجواء التعيسة التي عشتها
وتعرفت هناك على شخص آخر تأتيك الشرطة بعدها وتعتقلك بداعي أن الشخص الذي تعرفت عليه
البارحة قد اختفى وأنت مشتبه به مجددا قلت ماذا عن حينها أحضر كل جرائم العالم أنا
سأعترف بها الآن عاد الشك بك مجددا ولكنك هذه المرة لم تبرر لأحد والتزمت الصمت كأنك
اعتدت على هذه الأجواء وعلى هذا الحظ التعيس.

عن المدونة

OUSSAMA نا اسامة من المغرب 22 سنة , أحب الكتب والعلوم بالخصوص الفيزياء :) ا

0 تعليق على موضوع : الجريمة

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    sraharaha

    2021