جنون الكذب
ذهبت إلى المحاضرة متأخرة عشر دقائق فقط لكن
الأستاذ أخرج لا يمكنك الدخول بسبب تأخرك وبالفعل تطورت وأنت أمام الطلاب وخرجت
وعندما أخبرت أصدقائك عن ما جرى معك قلت يا جماعة الخير اليوم كان عندي محاضرة
وذهبت عليها متأخرا نصف ساعة.
الأستاذ هناك لا يسمح لأي طالب متأخر
بالدخول يعني أستاذ معروف عنه معقد. المهم فتحت باب القاعة وقفت فنظر كل الطلاب
إليه والأستاذ سكت قلت مازحا يعني رجل لا أريد الدخول يعني كنت أريد أن أحضر معكم
ولكن لدي أعمال أهم فابتسم الأستاذ وقال لا
أرجوك دخل المفروض نبعث لك دعوة وبالفعل
دخلت وحضرت الحصة يقول لي هذا الأستاذ من عشرين سنة لم يدخل طالب
المتأخر إلى قاعة إلا أنت.* بكافة كذب ومبالغة وولن أدخل في صلب الموضو هذا الموقف وحقيقة ما جرى هو أنك بالفعل طرت
وكيف أنك ألفت سيناريو فقط لترضي كرامتك ولا
تشعر بالإهانة واعتقادك
بأنك دخلت القاعة في خيالك. هذا التصرف يجعل أصحابه ضمن ما يسمى
بمرض الميثمانيا أو جنون الكذب. مع الأسف لا تكاد تخلو جلسة من جلسات الشباب
هذه الأيام من هؤلاء الفئة من أصحاب جنون الكذب الذين يبالغون في قصصهم كذبا وهم بكل
أمانة يضيفون للجلسة رونقا جميلا اذا غزت الكذب ولكن نحن نحب أن نسمع قصصهم ونحن نعلم
أنهم يكذبون وأحيانا هو يعلم أنك تعلم أنه يكذب ومع ذلك يستمر في التبذير والمبالغة في
الأمور وأنت مستمتع وهو كذلك فنحن كبشر نحب أن نستمع إلى القصص الخيالية أو التي
بها موقف مضحك أو مشرف أو بطولي. وبسبب ندرة هذه المواقف في حياتنا الفعلية
نقبل لأنفسنا أن نستمع لها ولو كنا نعلم أنها كذبا وكنا نعلم أن
قائلة أنا مصاب بجنون الكذب. تخيل.
طبعا ولم يصل لمرحلة الجنون في الكذب إلا بعد أن تعطى للناس أهمية أكبر من المطلوب في
نفسه فأصبح يكذب خوفا من أن يخيب آمالهم به. لك أن تتخيل لذلك لطالما
قلت في جلساتنا معا.
إطلاقا لا تعظم الناس في نفسك ولا
تعطي لكلامهم أهمية كبيرة في حياتك. لا تدرس لأجل الناس لا تعمل لأجل الناس لا
تهتم جدا لكلامهم عنك لأننا في أخرتين لن نسأل عن رأيهم بنا بل سنسأل عن أفعالنا فلا
تمعظم الناس في نفسك بل لنفسك فقط لأنك
عندما تعظم الناس ستجذب خوفا من خيبات أملهم
بك سيصبح الكذب أسلوب حياة بك ولن يمر يوم دون أن تكذب أو تكون به صادق تماما
وستكون أكثر عرضة للإصابة بجنون الكذب. صحيح المهم هذا الجنون في الكذب لدى المصابين به يجعلك أحيانا تتصادم
معهم في أمور تضرك شخصيا.
طيب الآن كيف يعالج هذا المرض يعالج من ناحية نفسية عند الطبيب النفسي الذي يقوم
بمجاراة المريض في كلماته إلى أن يصل به إلى باب مغلق فيكتشف المريض أنه يكذب ويتحطم
هناك ومن هناك يبدأ شفاؤه ولكنني بكل أمانة لا أجد لنا حلا سواء للكذب المرضي مثل جنون
الكذب أو الكذب العادي إلا تقوى الله عز وجل أن نستشعر أن الله عز وجل يرون في كل فعل
وقول وأن نستحي من ملائكة الرحمة التي تسجل ما نقول ونفعل ونستحي أن يكتب
في صحائف هم افتراؤنا للكذب. أيضا لابد لنا من صحبة الصالحين فصحبة
الصالحين تغري بالصلاح والصاحب صاحب واتباعه سراقة فصحبتهم ستغير
طباعك للأفضل بإذن الله. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن
الفجور يهدي إلى النور وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب
عند الله كذابا تحب ذلك. لا طبعا. اللهم اكتبها مع الصادقين وحشرنا
مع الصالحين واتخذنا الجثث منها. اللهم آمين. ودمتم في أمن.
0 تعليق على موضوع : الكذب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات